ملموسية التوقعات

وتمثل غرائز التداول جزءًا أساسيًا من سيكولوجية التداول. وهي تنقسم أيضًا إلى ثلاث مجموعات أساسية وهي ملموسية التوقعات والتحيز المستمد من الحواس، وتجنب الغموض. وسنتحدث هنا بمزيد من التفصيل عن ملموسية التوقعات.

إن التداول أمر معقد، وهو متجذر في عدم القدرة على التنبؤ والتقلبات والفروق الدقيقة. لا يستطيع المرء فعل الكثير للتحكم في النتائج، وتصبح طبيعته التخمينية بمثابة ركوب الأفعوانية في اتخاذ القرارات. ونحن جميعًا

يشعر المرء بداخل قطار الملاهي ذو السرعة الكبيرة والمنحنيات الكثيرة، إنه شعور مثير ومخيف ومثير للتوتر ومشاعر أخرى كثيرة.

ونحن نعلم أيضًا أن اتخاذ القرارات المالية يكون في كثير من الأحيان معتمدًا على غرائز المرء، ولاسيما في التداول.

ولكن إذا كانت هذه الغرائز تفتقر إلى المعرفة أو الخبرة، فمن المرجح جدًا حدوث نتائج سلبية.

ما هي ملموسية التوقعات؟

تظهر هذه الفئة الفرعية من غرائز التداول عندما يصب المتداول تركيزه الأساسي على توقع النتيجة وليس على الهدف النهائي. وفي حقيقة الأمر فإن هذا التركيز يصبح

قويًا جدًا لدرجة أنه يبدأ يطغى على ما كان المتداول يعتزم أو يتوقع تحقيقه. إنه تلك النشوة التي تنتاب المرء بشأن إمكانية تحقيق شيء ما بدلاً من التركيز على النتيجة الفعلية. ومع ذلك، فالمشكلة في هذا الشعور هي أنه

يمكن أن يشغل اهتمام المرء بالكامل ويستحوذ تمامًا على تفكيره لدرجة أنه يعيق اتخاذ خطوات فعلية لتحقيق الهدف. وبعبارة أخرى، يصبح القيام بالفعل متوقفا، مما يمنع نتائج التداول المربحة المحتملة.

تقليل تأثير "ملموسية التوقعات"

عندما يصبح التفكير في الربح إدمانًا بدلاً من السعي بهمة ونشاط لتحقيق هذا الربح، فمن المهم عندئذ أن يتوقف المرء مؤقتًا ويستعيد المنظور ويعيد التركيز على الخطوات

العملية اللازمة لتحقيق النجاح. ويتطلب ذلك أن يكون لدى المرء وعيًا ذاتيًا نقديًا واستعدادًا لتكييف سلوكه. وبشكل أساسي، يتعين على المتداول العودة إلى أرض الواقع والبدء في تنفيذ إجراءات ملموسة من أجل تحقيق

مكاسب مربحة. وهناك العديد من الطرق للقيام بذلك.

أولاً، وضع خطة تداول سيساعدك على وضع معايير صارمة، وإطار عمل من نوع ما، للاستخدام في التداول. ففي ظل وجود الخطوات المناسبة التي تحدد كيفية الدخول في الصفقات والخروج منها ولماذا يجب فعل ذلك، سيصبح لديك قدر أكبر من التركيز والاتساق والانضباط. ستجد نفسك عندئذ "تمارس الفعل" بدلاً من "التفكير" في ممارسة الفعل.

ثانيًا، فكر في الاطلاع على موارد تعليمية من أجل زيادة معرفتك، حتى يكون بمقدورك فهم كيفية اتخاذ قرارات التداول استنادًا إلى بيانات فعلية وحقيقية. واستكمل ذلك

باكتساب معلومات من الأخبار والتقارير والأحداث الاقتصادية العالمية، حتى تظل على علم بأحدث المستجدات المتعلقة بالاتجاهات الحالية للأسواق. وبدلاً من "التفكير" في فتح صفقة، صب تركيزك على التنفيذ الفعلي للصفقة مستخدمًا ما تعلمته من معرفة وخبرات.

وتذكر أن الحقائق لا غنى عنها لاتخاذ قرارات تداول مستنيرة ومدروسة. وسيمكنك ذلك من التخلي عن مجرد التفكير وتوقع النتائج والبدء في اتخاذ الخطوات الفعلية اللازمة لتحقيقها بثقة مكتسبة من المعرفة.

ثالثًا، تذكر أن ارتكاب لأخطاء جزء لا يتجزأ من رحلة التداول. وبدلاً من النظر إلى هذه الأخطاء باعتبارها فشلاً، انظر إليها باعتبارها فرص للتعلم. ولا تسمح للأخطاء بأن تبقيك متجمدًا في حالة التوقع. وبدلاً من ذلك، استخدمها كوسيلة لتقليل الأخطاء في المستقبل.

وأخيرًا، وبغض النظر عما سبق ذكره، عليك أن تتذكر جيدًا أنه ما لم تكن لديك أهدافًا محددة تعمل على تحقيقها فإنك من المرجح أن تفقد تركيزك. فعليك أن تحدد بدقة ما تريد تحقيقه ثم قم بدمجه في خطة التداول

الخاصة بك، واجعل ذلك موضع اهتمامك وتركيزك. وفي النهاية، يمكن القول إن التداول القائم على التحليل والاستراتيجية وليس العواطف من المرجح أن يؤدي إلى زيادة احتمالات نجاحك